هرقل الصغير يرفع ثقلاً أكثر من ضعف وزنه

هرقل الصغير ريتشارد

نيويورك:
لا يدري الملايين الذين يبدون إعجابهم بإنجازات ريتشارد ساندراك المأساة التي كانت وراء ظهور هذا الفتى الخارق. وتقول والدة ريتشارد انها عانت هي وصغيرها كثيراً من عنف زوجها السكير الذي كان مهووساً بتحويل ابنه إلى نجم يتهافت الناس على مشاهدته.
والآن تتحدث لينا، والدة ريتشارد، عن بطولة ابنها والدور الذي لعبته في انقاذهما من الموت على يد الزوج السكير بافيل، 32 عاماً. وأصبح ريتشارد في العاشرة من العمر مشهوراً على نطاق العالم بقوته الخارقة، وأصبح على مدى سنوات يحصل على ما يتراوح ما بين 500 إلى 1,500 دولار عن كل عرض يقدمه. ويستطيع ريتشارد الذي يبلغ طوله 5 أقدام ويقل وزنه عن 100 رطل رفع 200 رطل. وتقول لينا: «أصبح ريتشارد أقوى رجل في العالم بسبب الوزن الذي يستطيع رفعه مقارنة بحجمه».

وحتى يتمكن من تحقيق هذه الإنجازات عاش الطفل الذي كان في السادسة من عمره كسجين لطموحات والده. حيث كان يتدرب في منزله لعدة ساعات يومياً على رفع الأثقال، تليها تمارين على الجلوس والوقوف لألف مرة وتمارين ضغط لستمائة مرة، الأمر الذي لم يترك له وقتا ليعيش حياة طبيعية.

ويقول ريتشارد واصفاً تلك الفترة: «كانت حياتي شبيهة بحياة الشياطين!».

وفي نفس الوقت كان بافيل يسيء معاملة والدة ريتشارد، حيث حرمها من زيارة أصدقائها وأقاربها، بالإضافة إلى التقتير عليها في المصروفات. والأسوأ من تلك حسب ما تقول لينا أنه أدخل الأسرة في ديون ثقيلة، بالإضافة إلى أنه كان يعاقر الخمر.

وكانت لينا تعيش في خوف من زوجها، لكنها لم تجد الشجاعة الكافية لتنفصل عنه. وتقول لينا انها في إحدى الليالي أثارت غضبه لأنها بكل بساطة سارت على قطعة خشب مضغوط فصدر منها صوت عكَّر صفاءه وهو يتناول الخمر.

وتضيف: «لقد لطمني على وجهي حتى سقطت على الأرض، فأخذ يركلني غير عابئ بصراخي. وعندما ركض ريتشار نحوه. وطلب منه التوقف عن جنونه، صاح فيه «سأقتلك! سأقتلكما معاً!».

وصعد ريتشارد إلى الدور العلوي، واتصل بالشرطة. وأبلغ الشرطة، ونصح ضباط الشرطة بإطفاء أنوار سياراتهم وإسكات صافراتها عند اقترابهم من المنزل، لأن والده كان يتصرف كمجنون. وتقول لينا: «ابني الذي كان في العاشرة من العمر أشجع مني. وأحسست حينها بالخجل من نفسي!».

وصدر حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على بافيل بعد إدانته بتهمتي تهديد وأربع اتهامات بالاعتداء. ويصر ريتشارد على أن والده قام بلكمه أيضاً.

واليوم ترى لينا التي انفصلت عن زوجها لتعيش مع ابنها ريتشارد 13 عاماً، وابنتها أناستاسيا 7 أعوام، أن طفليها سعيدان ومعافان ويعيشان حياة عادية. ويدرس كل من ريتشارد وشقيقته في مدرسة حكومية، ولديهما كثير من الأصدقاء. ويمارس ريتشارد رياضتي العدو والكاراتيه. ويقول ريتشارد: «الحياة أقصر من أن نقضيها في البكاء على الماضي!». وتقول والدته: «إن الأطباء أبلوغها بأنه لا يستطيع العودة إلى ممارسة رفع الأثقال قبل سن السادسة عشرة من العمر. وتجري فحوصات لدمه وعظامه للتأكد من أنه ينمو بصورة عادية».